مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى SrWMy

مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى SrWMy

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mimoess

mimoess


عدد المساهمات : 134
نقاط النشاط : 713
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 21/02/2014
العمر : 41

مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى   مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 25, 2014 9:28 am

بسم الله الرحمن الرحيم

مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى

1- يمتاز منهج السلف في تقسيم التوحيد إلى توحيدي الربوبية والألوهية بموافقته لما دلت عليه النصوص الشرعية. وبذلك يكون السلف أعرف الناس بالتوحيد الذي أنزل الله به كتبه وبعث به رسله، ألا وهو توحيد الألوهية، أما توحيد الربوبية فقد كان يقر به المشركون كما أخبر الله تعالى عنهم في القرآن الكريم.
أما الفلاسفة والمتكلمون فقد أخطأوا في بيانهم لأنواع التوحيد كما أخطأوا في معرفة حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسله، وقد أجهدوا عقولهم في تقريره والاستدلال عليه.
2- إن السلف لم يخرجوا في تصورهم للوحدانية عما جاء في الكتاب والسنة، فهو إذاً تصور إسلامي صحيح، بينما ذهب الفلاسفة الإسلاميون في تصورهم للوحدانية مذهب الفلاسفة اليونانيين لواجب الوجود، وفسروا وحدته على نحو تفسير أرسطو.
3- إن منهج السلف في تقرير التوحيد والقضايا المتعلقة به يدل على أنهم أعرف الناس بالله تعالى، واتبعهم للطريق الموصل إليه، وأصدقهم في التعامل مع نصوص وحيه، وفي السير على صراطه المستقيم.
4- إن مفهوم التوحيد عند السلف يتضمن إثبات أسماء الله الحسنى وصفاته الجليلة العلى كما جاءت في الكتاب والسنة، وإمرارها على ظاهرها كما يتكلفون علم ما لا يعلمون، ولا يشتغلون بالتأويل الذي يفضي إلى التعطيل.
بينما نجد أن مفهوم التوحيد عند الفلاسفة والمعتزلة يفضي عندهم إلى تجريد الصفات الذات الإلهية من صفاتها، حيث ذهبوا إلى نفي الصفات. ونجد مفهوم التوحيد عند الأشاعرة يتضمن تجريد الذات الإلهية من معظم الصفات، لأنهم قالوا بتأويل الصفات- ما عدا الصفات السبع – تأويلا يؤدي إلى تعطيل الذات عن صفات الكمال.
5- من ميزات المنهج السلفي اتفاق أهله على مسائل الاعتقاد المتعلقة بالتوحيد رغم اختلاف زمانهم، وتباعد ديارهم وأمصارهم. وبيان ذلك: أنا نجد أقوالهم في باب الأسماء والصفات واحدة، لا تناقض فيها ولا اختلاف. فمثلا اتفقوا جميعا على إثبات الصفات لله تعالى على الوجه الذي يليق بجلاله وكماله، وإمرار نصوص الصفات على ظاهرها، ولم يرد عن أحد منهم أنه اشتغل بتأويل الصفات، أو الخوض في معناها وكنهها، بل آمنوا بالمعنى المتبادر من ظاهرها، وفوضوا كنهها إلى الله تعالى يقول أبو القاسم التيمي الأصبهاني في ذلك:" ومما يدل على أن أهل الحديث على حق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى أخرهم، قديمهم وحديثهم، مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم من الديار، وسكون كل واحد منهم قطر من الأقطار، وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة، ونمط واحد، يجرون على طريقة لا يجيدون عنها، ولا يميلون فيها، قولوهم في ذلك واحد، ونقلهم واحد، لا ترى بينهم اختلافا، ولا تفرقا في شيء ما وان قل،بل لو وجهت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء عن قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟".
وأما الفلاسفة والمتكلمين فإن التناقض والاضطراب سمة بارزة في منهجهم وأقوالهم. يقول ابن تيمية:" فالمتكلمة والفلاسفة تعظم الطرق العقلية، وكثير منها فاسد متناقض، وهم أكثر خلق الله تناقضا واختلافا، وكل فريق يرد على الآخر فيما يدعيه قطعيا".
ومن أمثلة التناقض في أقوال الفلاسفة:" أنهم قالوا إن الذات الإلهية إذا استلزمت الصفات كان ذلك افتقاراً منها إلى الغير، فلا تكون واجبة، وذهبوا إلى نقيض ذلك في مسألة قدم العالم، حيث قالوا: إن الذات مستلزمه لمفعولاتها، المنفصلة عنها، ولا يجعلون ذلك منافياً لوجوب وجودها بنفسها مع العلم بأنه إذا كان استلزام الذات للمفعولات لا ينافي الوجوب، فإن استلزام الذات للصفات أَوّلى ألا ينافيه.
وأما الأشاعرة فنحدهم مختلفين في مسالكهم، ففي مسألة الصفات نجد مشايخهم المتقدمين كالأشعري والباقلاني يثبتون كثيراً من الصفات الخبرية.
بينما نجد الأئمة المتأخرين كالجويني والرازي والآمدي يقولون بالتأويل في معظم الصفات. ونجد من الأشاعرة من هو أقرب إلى السلف في ذلك، كالبيهقي مثلاً.
6- من ميزات المنهج السلفي الوسطية بين المناهج الفلسفية والكلامية.
فالفلاسفة ومن سلك مذهبهم ينفون صفات الله وأسماءه، والمعتزلة ينفون الصفات ويثبتون الأسماء، والأشاعرة يثبتون الأسماء والصفات العقلية، يؤولون الباقي. بينما السلف يثبتون الأسماء والصفات جميعا، ولا يردون شيئا ثبت بالكتاب والسنة. يقول ابن تيمية في بيان هذه الميزة:" وهكذا أهل السنة والجماعة في الفرق. فهم في باب أسماء الله وآيات وصفاته: وسط بين أهل التعطيل الذي يلحدون في أسماء الله وآيات، ويعطلون حقائق ما نعت الله به نفسه، حتى يشبهوه بالعدم والموات، وبين أهل التمثيل الذين يضربون له الأمثال، ويشبهونه بالمخلوقات. فيؤمن أهل السنة والجماعة بما وصف الله به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف وتمثيل".
7- من ميزات المنهج السلفي انه يجعل سالكه معظما لنصوص الكتاب والسنة، لأن السلف يعتقدون أن كل ما جاء فيها حق وصواب، بيد أن المذاهب الأخرى- التي سلكت طريق التعطيل والتأويل – أَفقدت النصوص هيبتها وعظمتها عندما جنت عليها بالتأويل والتعطيل.
وأيضاً فإن المنهج السلفي يربط المسلم بجيل السلف الفريد من الصحابة والتابعين الذين هم خير القرون، فيزداد المسلم عزةً وافتخاراً بانتسابه لذلك الجيل القرآني. بينما المناهج الأخرى تربط أتباعها والسائرين على طريقها بالمبتدعة وأهل الشكوك والشبهات والأوهام.
8- من ميزات المنهج السلفي في باب الأسماء والصفات التزامه بطريقة القرآن الكريم وطريقة الرسل عليهم السلام في إثبات صفت الكمال لله تعالى على وجه التفصيل، ونفي صفات النقص التي لا تصلح له لما فيها من التشبيه والتمثيل على وجه الإجمال، على عكس مما سلكه الفلاسفة والمعتزلة، حيث سلكوا التفصيل في مجال النفي، والإجمال في مجال الإثبات. يقول الإمام أحمد:" لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يتجاوز القرآن والحديث". ويقول ابن تيمية:" القول الشامل في جميع هذه الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث".
يقول الشيخ عبد الرحمن الوكيل في بيان ميزة ومكانة المنهج القرآني وأفضليته على المناهج الفلسفية والكلامية :" ولا أظن مسلماً أنه يجروء على القول بأن جدل الفلسفة، وسفسطة علم الكلام يهديان إلى يقين، أو بأن ابن سيناء والفارابي، والباقلاني والجويني أقدر من الله لإقامة الآيات البينات والحجج الساطعات التي تثبت أنه واحد لا شريك له، أو بأن ما في ( الإشارات)، أو (المواقف)، أو (العقائد النسفية) من ترهات أَجلّ مما في كتاب الله من براهين تبده بقهر الحق عقول الفلاسفة وغير الفلاسفة، فتقهرها على الإذعان والتسليم... ومن يتدبر ما ابتدعته الفلسفة من أدلة مزعومة، وما لفقته علم الكلام من أباطيل، ويتدبر أدلة القرآن العقلية يتجل له في إشراق أن أتم الأدلة العقلية وأعظمها وأفضلها هي أدلة القرآن، لا جدل الفلسفة ولا سفسطة علم الكلام، وليتدبر كل مسلم هذه الآية:" هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين"(سورة الجمعة:2).
ولا ريب أن هذه الآية تقطع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين الأدلة العقلية والسمعية التي بها يهتدي الناس إلى الاعتقاد الصحيح، والإيمان الكامل، والدين لاحق، وإلى ما فيه النجاة والسعادة في الأولى والآخرة.....".
9- من ميزات المنهج السلفي في مسالة الصفات وغيرها من مسائل الاعتقاد عدم الخروج عما جاءت به النصوص الشرعية، وعد تقديم قول أحد أو رأيه مهما كانت منزلته ومكانته، فقدم السلف النقل على العقل، ولم يقل واحد منهم بتعارض المعقول مع المنقول، وقد صنف أئمتهم الكتب في بيان تهافت دعاوى الفلاسفة والمتكلمين في هذا المجال. وبينوا أن قضايا التوحيد – سواء التي تتعلق بالصفات أم التي تتعلق بدلائل ربوبية الله وألوهيته – قد نبه الله تعالى عليها في كثير من سور القرآن الكريم على أكمل وجه وأحسنه. وليس في شيء منها ما يخالف العقل الصريح، بل العقل الصريح يؤكد ويعاضد الدلائل السمعية التي نص عليها الشرع، وأما السمعيات التي يقال أن العقل عارضها – كمسألة الصفات مثلا – فهي أمور قد علم بالضرورة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء بها من عند ربه تعالى، وقد نقلها عنه الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم التابعين، ولم يثبت عن أحد من نقلتها أو غيرهم من أئمة السلف وعلمائهم أنه قال": إن هذه الآية أو تلك يعارضها صريح العقل، بل أجمعوا بلا منازع على إثبات الصفات على ظاهرها كما جاءت دون تأويل أو تعطيل.
بينما ذهب مخالفو المنهج السلفي إلى أن نصوص الصفات التي في ظاهرها التشبيه يجب تأويلها لكونها معارضة بالدلائل العقلية، وأن الدلائل النقلية لا تفيد اليقين، فلا يستدل بها في المطالب الإلهية. بل ذهب أحد المتكلمين إلى أن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر.
يقول ابن القيم واصفا حال هؤلاء:" ومن كيده بهم وتحيله على إخراجهم من العلم والدين: أن ألقى على ألسنتهم أن كلام الله ورسوله ظواهر لفظية لا تفيد اليقين، وأوحى إليهم أن القواطع العقلية والبراهين اليقينية في المناهج الفلسفية والطرق الكلامية، فحال بينهم وبين اقتباس الهدى واليقين من مشكاة لقرآن، وأحالهم على منطق اليونان، وعلى ما عندهم من الدعاوى الكاذبة العَرِيَّة عن البرهان، وقال لهم: تلك علوم قديمة صقلتها العقول والأذهان، وَمَرَّتْ عليها القرون والأزمان، فأنظر كيف تَلَطَّف بكيده ومكره حتى أخرجهم من الإيمان، كإخراج الشعرة من العجين".
ومما يبين بطلان مزاعم متكلمين الذين أفنوا أعمارهم بحثا في العقليات، أنهم لم يصلوا فيها إلى معقول صحيح يمكن اعتباره معارضاً للسمع، بل انتهى الأمر بكثير منهم إلى الحيرة والارتباك والندم والاعتراف بالخطأ.
يقول الفخر الرازي في آخر عمره في كتابه "أقسام اللذات" :"لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن الكريم، أقرأ في الإثباتلرحمن على العرش استوى)(سورة طه:5)، (إليه يصعد الكلم الطيب)(سورة فاطر:10)، وأقرأ في النفيليس كمثله شيء)(سورة الشورى:11)، (ولا يحيطون به علما)(سورة طه:110)، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي". وقال في وصيته التي أملاها على تلميذه أبي بكر إبراهيم بن أبي بكر الأصبهاني:" ولقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم، لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال بالكلية لله تعال، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات، وما ذاك إلا ليعلم بأن العقول البشرية تتلاشى وتضمحل في تلك المضايق العميقة والمناهج الخفية...".
10- من ميزات المنهج السلفي الفهم الصحيح لدور العقل في مجال الاستدلال به في إثبات التوحيد والقضايا المتعلقة به، فدروه هو دور الرضا والاطمئنان والتقدير والمعاضدة للنصوص الشرعية المثبتة للأسماء والصفات الإلهية، والدالة على وحدانية الله تعالى، وليس من دوره أن يتقدم النصوص الشرعية أو يعارضها، بل يدعم هذه النصوص ويزيد في تثبيت عقيدة التوحيد في النفس البشرية، ولقد جنى الفلاسفة و المعتزلة وأتباعهم على العقل حينما أقحموه في غير مجاله، فاعتدى على الذات الإلهية المقدسة، فجردوها من صفات الكمال الثابتة لها بنصوص الكتاب والسنة، وبذلك ضعفت عقيدة التوحيد في نفوس الكثيرين ممن أعطوا العقل هذا الدور.
11- من ميزات المنهج السلفي الاعتصام بالكتاب والسنة، والتسليم المطلق لنصوصها، وما تدل عليه من معان وأحكام، فالسلف لا يردون منها شيئا، ولا يعارضون منها بشيء، بل يقفون حيث تقف بهم. ولم تثبت عن أحد منهم معارضة النصوص برأيه، أو يذوقه، أو بقياسه، أو بمعقوله، أو بوجده، ملتزمين في ذلك بقوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله...الآية"(سورة الحجرات:10). يقول ابن عبد البر:" ليس في الاعتقاد كله، في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصا في كتاب الله، أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء في أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه".
بينما امتازت المناهج الفلسفية الكلامية والصوفية بنقيض ذلك تماما حيث رد أصحابها كثيرا من النصوص بالتأويلات الفاسدة وبالرأي والهوى. فالفلاسفة زعموا أن القرآن الكريم ليس فيه إشارة إلى التوحيد، ولم يقبلوا شيئا من نصوص الصفات، وكثير من المتكلمين زعموا أن أدلة القرآن ظنية، وأن أدلة العقل برهانية يقينية، وجمهور المتكلمين ردوا أحاديث الآحاد، وزعموا عدم دلالتها اليقينية على مسائل الاعتقاد، ورد المعتزلة بعض الأحاديث الصحيحة بحجة ضعفها، وأولوا – هم والأشاعرة – كثيراً من النصوص بحجة مخالفتها لقواعدهم الكلامية. وذهب بعض الصوفية إلى أن القرآن الكريم كله شرك، وأن التوحيد في كلامهم هم.
12- إن منهج السلفي في الاستدلال على وحدانية الله تعالى هو منهج القرآن الكريم نفسه، فأدلتهم العقلية مستمدة من آيات الكتاب الكريم التي نبهت العقل عليها. فهي أدلة عقلية شرعية فطرية، مناسبة لجميع العقول وملائمة لكل الفطر، تمتاز بوضوحها وبداهتها في نفسها، وقد بلغت من الإحكام والقوة والوضوح مبلغا عظيما بحيث لا يمكن مقارنتها بأدلة أخرى، ولا يمكن معارضتها لكونها برهانية يقينية قطعية.
وقد بين الله تعالى هذه الأدلة في القرآن الكريم بأعذب الألفاظ وأحسنها، لا ترى فيها غموضاً، ولا تطويلاً ولا تقصيراً، ولا نقصاً ولا زيادةً، وقد بلغت من الحسن والفصاحة والبيان والإيجاز ما لا تجده في غيرها، ففصاحة القرآن الكريم وبلاغته أعجزت فصحاء العرب وبلاغة البلغاء.
أما أدلة الفلاسفة والمتكلمين فهي في مجملها تمتاز بغموضها وعدم وضوحها بنفسها، لما فيها من التطويل، وكثرة المقدمات، والتكلف، ولكثرة الاعتراضات، والشكوك التي يمكن أن تثار نحوها، لكونها تعتمد على العقل المجرد، والخيال الذهني البعيد عن الواقع والمشاهدة. ولذا فإن العقل لا يمكن أن يصل إلى فهمها بيسر وسهولة، وإن وصل إليها وجدها غير ملائمة لما استقر في الفطر والنفوس.
وقد زعم المتكلمون أن دلالة الكتاب والسنة على أصول الدين بمجرد الخبر، بينما ذهب السلف إلى أنهما قد دلا الناس أيضا – على أصول الدين – بأنواع من الدلائل العقلية والبراهين اليقينية، وبذلك قد جمعا بين ما تصادق عليه العقل والسمع.
يقول ابن تيمية:" وإنما الحق ما تصادق عليه الأدلة السمعية والعقلية، وهو الذي عليه سلف الأمة وأئمتها، كتلقين له عن الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة خبره، ومن جهة تعليمه وبيانه للأدلة العقلية".
ويقول:" وليس تعليم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مقصوراً على مجرد الخبر كما يظنه كثير، بل هم بينوا من البراهين العقلية التي بها تعلم العلوم الإلهية ما لا يوجد عند هؤلاء ألبتة، فتعليمهم صلوات الله عليهم جامع للأدلة العقلية والسمعية جميعا، بخلاف الذين خالفوهم فإن تعليمهم غير مفيد للأدلة العقلية والسمعية".

موقع الدكتور صالح حسين الرقب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى   مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 25, 2014 9:59 am

بارك الله فيك اخي 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى   مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 25, 2014 9:59 am

لك مني 1+
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مميزات المنهج السلفي في إثبات وحدانية الله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  فضائل الصحابة رضي الله عنهم
»  ضرورة الالتجاء الى الله في الشدائد
»  دعاء تخشع له القلوب - سعد لغامدي - جزاه الله الف خيرا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: